خطة سورية سعودية لإطلاق صناديق استثمارية مشتركة في قطاعات متعددة
شفق نيوز- الرياض
عقد في العاصمة السعودية الرياض، يوم الاثنين، اجتماع الطاولة المستديرة السوري – السعودي، لإبرام اتفاقات في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة والاتصالات، وتحسين بيئة الاستثمار.
وضمّ الوفد السوري، وزراء الاقتصاد والصناعة نضال الشعار، والمالية محمد يسر برنية، والطاقة محمد البشير، والاتصالات وتقنية المعلومات عبد السلام هيكل، إضافة إلى مدير هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي، وممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص من الجانبين.
وشكّل الاجتماع محطة رئيسية لبحث آفاق التعاون الاقتصادي بين سوريا والمملكة العربية السعودية في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة والاتصالات، إلى جانب مناقشة الدور الحكومي في تحسين بيئة الاستثمار ودعم التحول الرقمي بعد مرحلة التحرير.
كما تم استعراض فرص إقامة مشاريع مشتركة تسهم في دعم التنمية وخدمة المصالح الاقتصادية المتبادلة بين البلدين.
وأكد وزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار خلال الاجتماع، على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن "سوريا الجديدة تعمل على تهيئة مناخ استثماري جاذب من خلال تحديث التشريعات وتسهيل الإجراءات، بما يشجع المستثمرين السعوديين على دخول السوق السورية والمساهمة في مشاريع التنمية المستدامة والنمو المشترك".
من جانبه، شدّد وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح على حرص المملكة على أن تكون شريكاً أساسياً في مستقبل سوريا الاقتصادي والتنموي، مؤكداً أن "اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين تمثل خطوة تاريخية في مسار التعاون، وتؤسس لإطار قانوني متكامل يضمن حقوق المستثمرين ويوفر بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة".
وأضاف الفالح أن "التنسيق بين وزارة الاستثمار والبنك المركزي السعودي ومصرف سوريا المركزي أحرز تقدماً مهماً في مشروع تفعيل التحويلات المصرفية المباشرة بين البلدين، بما يسهم في تسهيل حركة رؤوس الأموال ودعم الأنشطة التجارية والاستثمارية وتعزيز الثقة في النظام المالي السوري".
وكشف عن خطة لإطلاق صناديق استثمارية سعودية – سورية مشتركة في قطاعات متعددة، لتكون "منصات فاعلة لتمويل المشاريع النوعية وجسوراً جديدة لحمل استثمارات المنطقة والعالم إلى سوريا".
وتضمّن الاجتماع جلسة حوارية موسّعة حول سبل تحسين المناخ الاستثماري وتمكين المشاريع المشتركة، إضافة إلى لقاءات قطاعية متوازية في مجالات الطاقة والصناعة والاتصالات والزراعة والمالية، جمعت الوزراء السوريين بكبار المستثمرين السعوديين، لتأكيد الالتزامات وتعزيز فرص التعاون المستقبلي.
ويأتي اجتماع الطاولة المستديرة السوري - السعودي ضمن فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، الذي تستضيفه الرياض بين 27 و30 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، من بينهم رؤساء سوريا والأردن والعراق وباكستان وموريتانيا وبنغلاديش وكوبا، إلى جانب نائب الرئيس الصيني، وأكثر من 8000 مشارك و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات وصناديق استثمارية عالمية.
يُذكر أنّ المنتدى الاستثماري السوري – السعودي الذي عُقد في دمشق في تموز/ يوليو الماضي مثّل محطة مفصلية في مسار التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث شهد توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تقدَّر بنحو 24 مليار ريال سعودي، شملت قطاعات الصناعة والطاقة والبنية التحتية والاتصالات.
وجاء المنتدى تتويجاً لمسار التقارب الاقتصادي بين دمشق والرياض، وتأكيد حرص الجانبين على إطلاق مرحلة جديدة من الشراكة الاستثمارية تقوم على المصالح المتبادلة والتنمية المستدامة.