إيلام الفيلية على وشك فقدان جوهرتها الزراعية.. "عنبر بو" يواجه خطر الاندثار (صور)
شفق نيوز- ترجمة خاصة
يواجه الرز العطري المعروف باسم "عنبر بو"، الذي تشتهر بزراعته محافظة إيلام ذات الغالبية الفيلية غربي إيران، خطر الانقراض نتيجة موجات الجفاف المتكررة وتراجع الموارد المائية بشكل حاد، في ظل تحذيرات من خبراء ومزارعين بأن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى زوال أحد أهم رموز الزراعة المحلية في المحافظة.
رمز زراعي مهدد بالزوال
وبحسب تقرير لوكالة "فارس" الإيرانية، ترجمته وكالة شفق نيوز، تُعد محافظة إيلام من أبرز مناطق إنتاج رز "عنبر بو" العطري الذي يمتاز برائحته الزكية ومذاقه الفريد ويُعد من الأصناف المفضلة لدى العائلات الإيرانية.
غير أن انخفاض معدلات الأمطار، وتراجع مناسيب المياه الجوفية، وفرض قيود على زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك العالي للمياه، أدت إلى أزمة تهدد استمرار زراعة هذا الرز الذي يشكل جزءاً من هوية المحافظة الزراعية.
أهمية اقتصادية وثقافية
ويؤكد خبراء، وفقاً للتقرير، أن الحفاظ على "عنبر بو" لا يرتبط فقط بالزراعة، بل بالهوية الثقافية والاقتصادية لإيلام.
فالمحصول يُمثل مصدراً مهماً لفرص العمل والدخل في المناطق الريفية، ويُسهم في تنويع الإنتاج الزراعي المحلي، فضلاً عن امتلاكه إمكانات كبيرة للتسويق والتصدير.
ويحذر المختصون من أن فقدانه سيعني خسارة مزدوجة، اقتصادية وثقافية، تمس جانباً من التراث الزراعي في غرب إيران.
من الازدهار إلى التراجع
ويشير التقرير إلى أن مناطق مثل سيروان وتشرداول كانت من أهم مراكز زراعة هذا النوع من الرز في إيلام، حيث وصل الإنتاج في بعض السنوات إلى نحو ثمانية آلاف طن من مساحة زراعية بلغت 1500 هكتار.
لكن التغير المناخي وشح المياه جعلا هذا النشاط في مهب الريح، إذ تشير تقارير حديثة إلى أن مساحات واسعة من حقول الرز جفت بسبب نقص المياه وتدهور الظروف المناخية، وفقاً للتقرير ذاته.
الجفاف يضرب بقوة
ويشير التقرير، إلى أن إيلام تُعد اليوم من أكثر المحافظات الإيرانية تضررا من الجفاف، إذ سجلت انخفاضاً في معدلات الأمطار بنسبة 46% مقارنة بمتوسطها السنوي الطويل الأمد.
ومع استمرار تراجع المياه السطحية وارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر، أصبح إنتاج الرز مهدداً بالتوقف شبه الكامل في عدد من مناطق المحافظة.
وينقل التقرير عن الخبير الزراعي سعيد يعقوبي، تأكيده أن زراعة "عنبر بو" في إيلام تمتلك إمكانات كبيرة، لكنها تحتاج إلى تحوّل عاجل نحو أساليب زراعية حديثة أقل استهلاكاً للمياه.
وقال في تصريحاته ضمن التقرير، "إذا لم نتخذ إجراءات دعم عاجلة تشمل تطوير الري وتشجيع المزارعين وإحياء الموارد المائية، فسنفقد هذا المنتج قريباً".
من جانبها، أوضحت الباحثة في شؤون الزراعة والمناخ مينا فرزي، أن "استمرار الجفاف وتراجع منسوب المياه الجوفية جعلا زراعة المحاصيل المائية مثل الرز تصل إلى مرحلة الأزمة"، مضيفة أن "عنبر بو، رغم جودته العالية ورائحته المميزة، يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، ولا يمكن استمراره من دون إعادة نظر شاملة في أنماط الزراعة وإدارة الموارد المائية".
حلول مقترحة لإنقاذ المحصول
ويدعو الخبراء إلى تنفيذ مجموعة من الإجراءات العاجلة لإنقاذ رز "عنبر بو" في محافظة إيلام، من أبرزها:
إعداد حزمة دعم خاصة تشمل القروض والتأمين والخدمات الفنية لمزارعي الرز.
تطوير أنظمة الري الحديثة وتشجيع الزراعة قليلة الاستهلاك للمياه.
العمل على تسويق وخلق علامة تجارية لـ"عنبر بو إيلام" لزيادة قيمته الاقتصادية.
تدريب المزارعين على إدارة الموارد المائية وتنويع المحاصيل لتقليل مخاطر الجفاف.
ووينقل التقرير عن أحد المزارعين قوله، "إذا لم نتحرك اليوم، فغداً سنقول إننا فقدنا الرز العطري في إيلام".
وخلُص التقرير إلى أن المراقبين يرون أن إنقاذ "عنبر بو" لا يعني فقط الحفاظ على محصول زراعي تقليدي، بل حماية لهوية إيلام الزراعية ومصدر رزق مئات العائلات الريفية، في مواجهة تحديات بيئية ومناخية متصاعدة تهدد مستقبل الزراعة في غرب إيران.