باليوم العالمي للإذاعة.. راديو شفق صوتٌ يتجاوز حدود المكان

باليوم العالمي للإذاعة.. راديو شفق صوتٌ يتجاوز حدود المكان
2025-02-13T09:38:17+00:00

شفق نيوز/ يحتفل العالم في الثالث عشر من شباط/فبراير من كل عام باليوم العالمي للإذاعة، وهي المناسبة التي يتوقف عندها كثيرون للتأمل في مسيرة هذا الوسيط الإعلامي الذي هيمن لعقود طويلة على نقل الأخبار والبرامج السياسية والمنوعة في بلدان عدة، قبل أن يُلقي التطور التكنولوجي بظلاله على وسائل الإعلام المسموعة.

ورغم التسارع الهائل في عجلة الابتكارات واندثار عدد من الإذاعات المحلية والعالمية، لا تزال الإذاعة صامدةً في وجه التحديات، إذ يظلّ البثّ الإذاعي المباشر عبر الأثير مصدرًا مهمًّا للمعلومات والترفيه.

وفقاً لإحصائيات حديثة، يستمع حوالي 60% من السكان في العراق إلى الإذاعة، وتظهر التقارير أن نسبة الاستماع للإذاعات الرقمية تتجاوز 35%، مما يدل على تزايد استخدام الوسائل الإلكترونية في الحصول على المعلومات في العراق. 

في عام 2011، خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هذا اليوم مناسبةً عالميةً تحتفي فيها الإذاعات حول العالم بعطاء هذه الوسيلة وأثرها، وبعد ذلك بعامين اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال به حدثًا دوليًا في عام 2013، واختير هذا التاريخ تحديدًا لكونه يصادف ذكرى تأسيس إذاعة الأمم المتحدة في 13 فبراير/شباط عام 1946.

أول إذاعة في العراق

تاريخيًا، كانت إذاعة بغداد أول محطة إذاعية في العراق، حيث افتُتحت رسميًّا في تموز/يوليو 1936، لتكون بذلك ثاني محطة إذاعية سُمِع صوتها في المنطقة العربية بعد إذاعة القاهرة. 

غير أن البدايات الفعلية للبث الإذاعي في العراق تعود إلى عام 1932، حين أعلنت الحكومة العراقية بدء أولى التجارب بين الساعة الثامنة والنصف والعاشرة والنصف مساءً. 

وقد تعرّف العراقيون حينها على موجة البث، واستمعوا للخطاب الذي ألقاه الملك غازي لدى افتتاح المعرض الصناعي التجاري في بغداد، كما جرى بث خطابٍ لمدير البريد والبرق آنذاك فائق شاكر، الذي دعا أصحاب رؤوس الأموال إلى الاستثمار في صناعة أجهزة الراديو لتكون في متناول الجميع.

 وسرعان ما تعددت التجارب الإذاعية، ففي الأول من نيسان/أبريل من عام 1932 افتتح الملك فيصل الأول المعرض الزراعي الصناعي في بغداد، وألقيت خلاله كلماتٌ ومحاضرات بُثّت مباشرةً من أمام الميكروفون إلى مسامع الجمهور. 

وفي شباط/فبراير 1935 تطوّر البرنامج الإذاعي ليشمل الموسيقى والأغنيات ومحاضرات أدبية، إلى أن تقرر في السابع من تموز/يوليو 1936 إعلان المنهاج الرسمي للإذاعة اللاسلكية العراقية، لتتخذ إذاعة بغداد مكانها الثابت في الفضاء الإعلامي العربي

سقوط نظام صدام حسين

ظلّ البث الإذاعي وسواه من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة حكرًا على السلطات خلال قرابة أربعة عقود من حكم نظام حزب البعث برئاسة صدام حسين وحتى سقوطه على أيدي القوات الأمريكية وحلفائها في التاسع من نيسان/أبريل من العام 2003.

مع تغيير النظام، بدأت مرحلة جديدة بالنسبة للإعلام عمومًا والراديو خصوصًا، فأُسّست عشرات الإذاعات الناطقة بأصوات مختلفة؛ سياسية ودينية وليبرالية وعرقية، يعكس كلٌّ منها توجهاته ورؤاه الخاصة، وهو ما لم يكن مسموحًا به قبل ذلك في ظل القبضة الحديدية التي فرضها النظام السابق، والتي قد تودي بأي إعلامي إلى السجن أو العقاب الصارم إذا تجاوز الخطوط المرسومة أو ارتكب خطأً غير مقصود.

اذاعة شفق

في عام 2004، انطلق صوت راديو شفق من بغداد بعد تأسيسه من قبل مؤسسة شفق للثقافة والإعلام، وقدّم للمستمعين بثًّا باللغتين العربية والكوردية بلهجتيها الفيليّة والسورانية، وتُعد اول اذاعة غير رسمية بثت من العاصمة بغداد باللغة الكوردية.

وعلى الرغم من قصر مدة البث في ساعات الصباح والمساء في بداية الأمر، توسعت برامجه لتغطي أربعًا وعشرين ساعة يوميًا، وشملت فقرات ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية ورياضية، جذبت جمهورًا واسعًا من أبناء شريحة الكورد الفيليين التي عانت تهميشًا طويلًا في تاريخ الحكومات العراقية المتعاقبة، وكانت تجربة راديو شفق الأولى من نوعها في مخاطبة الفيليين عبر أثير إذاعيٍ يأخذ لهجتهم بعين الاعتبار ويعيد إحياءها بعد أن كادت تندثر جراء سياسات حزب البعث.

في عام 2009 حقق راديو شفق شهرةً أوسع عندما أحرز المرتبة الأولى بين عشرات المحطات الإذاعية البغدادية، نظرًا لأثره الملموس في الشارع وما يقدمه من برامج تلامس احتياجات المواطنين.

توقفت هذه المسيرة في عام 2014 بعد اجتياح تنظيم داعش لمناطق واسعة من العراق، وما تخلل تلك الفترة من تدهور أمني وخلافات سياسية، فاضطرت إذاعة شفق إلى إيقاف بثها للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات على انطلاقتها، لتطوى صفحة رائدة من تاريخ الإعلام للكورد الفيليين.

بيد أن التطور التكنولوجي عاد ليمنح الإذاعة فرصة جديدة، فمع توسع استخدام شبكة الإنترنت ونمو وسائل الاتصال الرقمي، تقرر استئناف بث راديو شفق في عام 2020 عبر الموقع الإلكتروني لوكالة شفق نيوز، ليصل صوته إلى كل مكان في العالم، متجاوزًا تحديات البث الأرضي والحواجز الجغرافية والسياسية، ومتيحًا لمستمعيه، من الفيليين وغيرهم، متعة الإصغاء عبر الأثير في أي وقت وعلى امتداد ساعات اليوم وباللغات الثلاث العربية والكوردية والانكليزية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon