معهد أمريكي يوصي بتعزيز شبكة حلفاء للدفاع الجوي الصاروخي لردع إيران

معهد أمريكي يوصي بتعزيز شبكة حلفاء للدفاع الجوي الصاروخي لردع إيران
2024-05-07T17:42:36+00:00

شفق نيوز/ اعتبر معهد "واشنطن" لسياسات الشرق الأدنى، أن الولايات المتحدة وحلفائها تمكنوا من تحقيق "نجاح باهر" في التصدي للهجوم الجوي الإيراني المنسق ضد إسرائيل في 13 نيسان/ أبريل الماضي، وذلك لعدة أسباب، مقدماً توصيات للإدارة الأمريكية من أجل تفعيل شبكة التصدي الجوي الإقليمي ضد الهجمات المستقبلية المحتملة من جانب إيران.

وبعدما أشار تقرير المعهد الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الهجوم الإيراني على إسرائيل، لم يكن مجرد استعراض، قال إن عملية الدفاع الجوي والصاروخي المنسقة والمتعددة الجنسيات والتي اختصرها باسم (IAMD)، جرى تنفيذها بشكل جيد، وحققت التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية، بـ"نجاح باهر".

شبكة الشركاء

وأوضح التقرير أن نجاح هذا التصدي الأمريكي - الإقليمي، يرجع بالأساس إلى ثلاثة أسباب، أولاً التفوق التكنولوجي، وثانياً التمركز الأمامي المتقدم والكبير للقوات الأمريكية، وثالثاً وجود شبكة الشركاء الشديدة التنسيق.

إلا أن التقرير حذر من أنه يجب عدم الافتراض أن طهران ووكلائها يفتقرون إلى الخيارات ضد دفاعات الحلفاء، موضحاً أنه برغم إنجازات شبكة التنسيق، إلا أن هناك محاذير يتحتم معالجتها من أجل ردع إيران بشكل فعال مستقبلاً.

خيارات إيران

وأكد التقرير الأمريكي أن الجيش الإيراني تعلم الكثير من الهجوم في 13 نيسان/ أبريل الماضي، بما في ذلك اختبار الدفاعات الإسرائيلية ودفاعات التحالف، بما أتاح لإيران فرصة لتقييم قدراتها وقيودها وكيفية عملها معاً، مضيفاً أن الضربات المستقبلية ستكون منسقة بشكل أفضل، وقد تستخدم إيران المزيد من الأسلحة بهدف التغلب على هذه الدفاعات الجوية والصاروخية.

وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن إيران ستحاول تفكيك التحالف الذي واجهته خلال هذا الهجوم، وذلك من خلال دق أسفين الخلاف بين الدول العربية وإسرائيل، إلى جانب إثارة ضغوط أخرى لكي تدفع باتجاه تآكل قدرة الولايات المتحدة في الحفاظ على وجودها إقليمياً.

أسلحة الدمار الشامل

وإلى جانب ذلك، لم يستبعد التقرير أن تلجأ طهران إلى إعادة النظر في عقيدتها المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل، مضيفاً أنه إذا تمكنت الدفاعات الإسرائيلية وقوات التحالف من التصدي باستمرار لغالبية أسلحتها التقليدية، فقد يستنتج النظام الإيراني أن الأسلحة البيولوجية أو الكيمياوية أو النووية صارت ضرورية من أجل تحقيق تأثير إستراتيجي ما.

وتناول التقرير مجموعة من الأفكار أمام واشنطن للحفاظ على نظام دفاعي فاعل بوجه التهديدات الإيرانية، من بينها الاستثمار في المزيد من أنظمة الدفاعات الجوية، وليس بالضرورة أن تكون أعلى قدرة أو تكلفة.

ورأى التقرير أنه من أجل الحد من النفقات الأمريكية وفي الوقت نفسه إقامة شبكات أنظمة تصدي دفاع جوي وصاروخي، تكون أكثر كثافة وتطوراً في الوقت نفسه، فإنه يتحتم على واشنطن منح الأولوية للمبيعات العسكرية الخارجية لشركائها في المنطقة، بما في ذلك زيادة مبيعات وإنتاج بطاريات صواريخ "باتريوت" والطائرات المقاتلة وأنظمة "ثاد".

كما دعا التقرير الولايات المتحدة إلى الاستحواذ على أنظمة أقل تكلفة، وأن تستكشف وسائل أخرى لردع إيران ووكلائها وعدم الإفراط في امتلاك الأنظمة المتطورة الأكثر كلفة.

متطلبات الدفاع الجوي

ودعا التقرير القيادة المركزية الأمريكية "سينتكوم" ووكالة الدفاع الصاروخي ووزارة الخارجية إلى تعزيز التعاون بين الشركاء من أجل الدمج بين الدروس المستفادة من الهجوم الإيراني ودروس الحرب الأوكرانية، وبالتالي تحديد متطلبات الدفاع الجوي الجديدة لنظام الدفاع الجوي.

واقترح التقرير قيام واشنطن بالربط بين شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية وبين الشركاء في المنطقة والتي تتمتع بتمويل جيد.

وتابع التقرير قائلاً إنه برغم أهمية تطوير قدرات الاعتراض، غير أن هناك خطوة أخرى قد تعتبر أكثر أهمية تتمثل بتحويل مركز العمليات المشتركة من منسق إقليمي، إلى مركز للعمليات الإقليمية المتكاملة، وهو ما يتطلب تزويد الشركاء بأنظمة استشعار أكثر فعالية إلى جانب صياغة اتفاقيات تعاون أكثر عمقاً فيما بينهم، وذلك بهدف تحقيق الأمن الجماعي للمنطقة.

لكن التقرير رأى أنه لا ينبغي أن تكون إسرائيل المستفيد المفضل من هذه الترتيبات، إلا في حال كانت هناك حاجة لتدابير عاجلة من أجل حمايتها من تهديدات وشيكة تواجهها بشكل خاص.

وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إنه باعتبار أن الهجوم الإيراني يشكل تحولاً كبيراً في البيئة الإستراتيجية في الشرق الأوسط، فإنه يتحتم على الولايات المتحدة الرد من خلال إرسال قدرات عسكرية دفاعية أكثر إلى المنطقة.

كما دعا التقرير واشنطن إلى التفكير في تخصيص المزيد من القوات لمنطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية بدلاً من الاعتماد على عمليات التناوب بنشر القوات، بما قد يساعد في ردع إيران من خلال إبراز الالتزام الأمريكي الحازم إزاء المنطقة.

وإلى جانب ذلك، فإن من شأن هذا الأمر أن يؤمن نفوذاً قوياً بما يحول دون لجوء الشركاء إلى دعوة الصين للانضمام إلى هياكلهم الدفاعية.

وتناول التقرير أيضاً إمكانية توجيه ضربات إلى إيران نفسها، داعياً إلى إعادة تقييم تكاليف أساليب الردع المختلفة وتعديل النهج وفقاً لذلك، مضيفاً أن إيران حققت ردعاً غير مكلف، ولهذا يتحتم على صناع السياسات أن يفكروا في مزاوجة الإنكار بالعقاب، سواء بالتهديد أو بالعقاب الفعلي.

وأوضح قائلاً إنه على سبيل المثال، ففي حال وقوع هجوم مستقبلي من جانب إيران أو وكلائها، قد يكون بالإمكان توجيه ضربة مضادة "مفيدة" ضد قدرات إيران في تصنيع الطائرات المسيرة، لتقليص قدرتها على إنتاج هذه الطائرات.

ترجمة وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon