تقرير أمريكي عن أوراق بن لادن: تنظيمه كان ضعيفاً والزرقاوي كسرهم في العراق

تقرير أمريكي عن أوراق بن لادن: تنظيمه كان ضعيفاً والزرقاوي كسرهم في العراق
2022-06-06T19:24:16+00:00

شفق نيوز/ كشف كتاب أمريكي، اليوم الاثنين، استعرضت تفاصيله مجلة أمريكية عن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وكيفية اغتياله بوثائق وأوراق صودرت مع اغتيال زعيم التنظيم، وفيما بيّن أن خلافاً اندلع بين (القاعدة) و(داعش) مع صعود نجم جماعة الزرقاوي "إرهابياً" وضعف قيادة التنظيم بعد اغتيال بن لادن، أكد أن التنظيم كان ضعيفاً في تنفيذ هجمات إرهابية دولية عكس رغبة زعيمه الذي كان يود تحقيق "توازن رعب " مع الولايات المتحدة.

وقالت مجلة فورن بوليسي في عرض تحليلي لكتاب أمريكي صادر حديثاً والذي يحمل عنوان "أوراق بن لادن: كيف كشفت غارة أبوت آباد حقيقة القاعدة وزعيمها وعائلته"، ترجمته وكالة شفق نيوز.

وعرضت المجلة "قراءة تحليلية في الوثائق والأوراق التي صودرت مع اغتيال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن قبل 11 سنة، والتي كشفت أن عن خلافات عميقة بين قيادة القاعدة وبين جماعة ابو مصعب الزرقاوي في العراق، وان التنظيم كان أضعف ويعاني من الوهن أكثر بكثير مما كان قادته والدول الغربية تدعيه، وان العديد من زعمائه قتلوا بسبب تلك الوثائق، كما أن تنظيم القاعدة لم يعد بمقدوره منافسة تنظيم داعش". 

وذكرّت فورين بوليسي بـ"الغارة التي نفذتها قوة امريكية خاصة في 2 ايار/مايو العام 2011 على مسكن بن لادن في ابوت اباد في باكستان، مما ادى الى مقتله وعدة اشخاص اخرين، وذلك في عملية استغرقت 48 دقيقة، مضيفة انه في الدقائق ال18 الاخيرة من الغارة، قامت القوة العسكرية بجمع الأقراص الصلبة وغيرها من المعدات الالكترونية".

وأشارت المجلة الى أن "هذه الوثائق والاجهزة التي جمعت كانت قيّمة، حيث قادت الى مقتل قادة آخرين في تنظيم القاعدة في الاسابيع والاشهر اللاحقة، ومنذ ذلك الحين رفعت اجهزة الاستخبارات الامريكية السرية تدريجيا عن الوثائق التي تم العثور عليها في أبوت آباد، وأطلقتها للجمهور على مراحل". 

ولفت التقرير إلى أن "الاستخبارات الامريكية رفعت في تشرين الثاني العام 2017، السرية عن كافة الملفات التي يزيد عددها عن 470 الف وثيقة تقريبا"، مبيناً أن "أول دراسة شاملة لهذا الارشيف من الاوراق الخاصة ببن لادن، وذلك من جانب الباحثة نيلي لحود التي ركزت على غارة أبوت آباد وكيف كشفت حقيقة القاعدة وزعيمها وعائلته، وخاصة في السنوات العشرة الممتدة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، وصولا الى غارة أبوت آباد في 2011". 

وأوضح التقرير ان "لحود، الباحثة في معهد أمريكا الجديدة والتي درست في مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، قامت بدراسة أكثر من 6 آلاف صفحة من الوثائق باللغة العربية التي هي عبارة عن مراسلات بن لادن الداخلية مع شركائه وأفكاره الشخصية، مشيرا إلى أنه لمدة ست سنوات ما بين عامي 2005 و2011، كانت شبكة التواصل البريدي تساعد بن لادن على التواصل مع قادة التنظيم في منطقة وزيرستان الباكستانية واماكن اخرى".

وأشارت لحود في كتابها إلى أن "بن لادن كانا مسؤولاً بالكامل عن تنظيم القاعدة حتى وفاته، الا ان التنظيم كان في تلك المرحلة بعيداً بدرجة كبيرة عن قوته التي كان يتمتع بها في السابق"، كما تخلص لحود في كتابها إلى أنه "بخلاف الصورة التي سعى خلالها قادة القاعدة الى ابراز التنظيم باعتباره عملاقاً في الحركة الجهادية العالمية، وهي صورة يشاركه فيها العديد من المسؤولين الحكوميين الغربيين ومحللي الارهاب، فان القاعدة كان قد اصيب بضعف شديد في الشهور التي تلت هجمات 11 أيلول/سبتمبر". 

وبينت لحود في كتابها الذي تستعرضه المجلة بتقريرها أنه "بحلول العام 2004، كان تنظيم القاعدة قد دمر تقريبا، حيث قتل أو اعتقل غالبية قادته الكبار، كما أن العديد من قادة التنظيم اشتكوا لابن لادن من المصاعب والمشاكل التي يتعرض لها التنظيم". 

ونقل الكتاب عن أحد القياديين في التنظيم "إشارته لابن لادن حول الضعف والفشل والافتقار إلى الهدف الذي حل بالتنظيم بعد هجمات 11 سبتمبر/ ايلول، بينما أثار قيادي آخر مسألة الوضع المالي الصعب للتنظيم وحقيقة ان الضغط الباكستاني قد اوقف التخطيط لهجمات ارهابية في الخارج، كم عبر آخر عن أسفه لمقتل (22 أخاً) واعتقال السلطات الباكستانية لـ 600 اخرين، فيما يشبه فيلم الرعب المتواصل فصولاً". 

كما يكشف الكتاب عن أن "بن لادن كان يريد من مساعديه أن يركزوا جهودهم على التخطيط لشن هجمات ارهابية دولية، لكن جماعته كانت بكل بساطة غير قادرة على القيام بذلك".

ويبين التقرير أن "لحود لم تتمكن من ايجاد اي دليل على أن تنظيم القاعدة هو الذي خطط للهجمات الكبرى المنسوبة إليه خلال تلك الفترة، بما في ذلك تفجيرات مدريد 2004 وتفجيرات لندن 2005". 

ولفت التقرير الى ان "التغطيات الاعلامية لمثل هذه الهجمات هي التي كانت تربطهم في كثير من الأحيان بالقاعدة ، حتى عندما كان هذا الربط هشاً"، مبينا أن "العملية الوحيدة بعد 11 سبتمبر/أيلول التي أشرف بن لادن عليها بنفسه هي الهجومين المزدوجين في العاصمة الكينية مومباسا في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2002، واللذين استهدفا فندقا تملكه إسرائيل وطائرة إسرائيلية، مما أدى الى مقتل 13 شخصاً والتخطيط لهذا الهجوم جرى قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول". 

وبحسب الكتاب فإن "بن لادن كان يشعر بالاحباط لان تنظيمه كان عاجزا عن شن هجمات دولية، وانه كان يريد التركيز على مهاجمة الامريكيين حصرياً، من اجل تحقيق (توازن رعب) مع الولايات المتحدة، حيث انه كان باعتقاده أن استهداف الأمريكيين في الداخل، سيدفعهم إلى الضغط على حكومتهم للتخلي عن الشرق الأوسط، واجبارها على سحب قواتها العسكرية من المنطقة والذي كان هدفا لفترة طويلة لابن لادن". 

ويلفت الكتاب إلى أن "التزام بن لادن باستراتيجية (العدو البعيد) ، جعله في حالة خلاف مع الجماعات الجهادية الاقليمية التي تعمل تحت اسم القاعدة".

العراق والزرقاوي 

وذكر الكتاب أن "الجماعات الجهادية بدأت تظهر في عامي 2003 و 2004 ، وان الحالة الأكثر شهرة هي لجماعة التوحيد والجهاد بقيادة الاردني ابو مصعب الزرقاوي، والتي اعادت تسمية نفسها باسم القاعدة في العراق بعد ان ادى الزرقاوي قسم الولاء الى بن لادن في أواخر العام 2004". 

واشار الكتاب الى ان "التوترات الكبيرة التي كانت قائمة بين تنظيم القاعدة وجماعة الزرقاوي، وأن القيادة المركزية للتنظيم، لم تكن تتمكن من السيطرة على الأحداث الحاصلة على الأرض في العراق".

وتابع التقرير أنه "مع حلول العام 2007، كانت جماعة الزرقاوي في العراق والتي صارت معروفة باسم (دولة العراق الاسلامية)، قد قطعت على ما يبدو ارتباطها بتنظيم القاعدة بشكل كامل، وأن بن لادن عندما اقترح بعدها بثلاث سنوات اعادة تسميتها، باسم (إمارة العراق الاسلامية)، لم يكن في الواقع يتمتع باي سيطرة على عملياتها".

ويعتبر الكتاب أن "بن لادن كان له تأثير أكبر على فروع تنظيم القاعدة في شمال افريقيا (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) واليمن (القاعدة في شبه الجزيرة العربية). إلا أنه حتى في هذا المجال، تظهر الوثائق أنه كان هناك توترات وخلافات"، فيما أدرك بن لادن على نطاق أوسع، إنفصالاً استراتيجياً اساسياً بين الفروع الاقليمية من خلال استراتيجياتها الموجهة محليا ورؤيته الخاصة للجهاد العالمي". 

ويكشف الكتاب أن "بن لادن كتب في العام 2010 انه لن ندخل في صراع مع الانظمة المحلية الا عندما يتم استنزاف زعيم الكفر العالمي (اي امريكا) من سلطاته ويوشك على التداعي، أي أنه كان يعتبر انه من الضروري بداية مهاجمة الولايات المتحدة وهزيمتها كشرط مسبق ليكون القاعدة قادرا على خوض "جهاد ناجح ضد الحكام المحليين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا". 

وتوصل الكتاب إلى "حقيقة أن لا أدلة كافية لتؤكد وجود تحالف بين تنظيم القاعدة وإيران، برغم أنها بحسب المسؤولين والمحللين الغربيون، يشيرون دائما إلى أنها تدعم القاعدة في السنوات التي تلت وقوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول".

ويتابع التقرير أنه "في حين انه من الصحيح أن طهران أمنت ملاذاً آمنا لهؤلاء الأعضاء الذين فروا من أفغانستان وباكستان في أواخر العام 2001، إلا أن العلاقة كانت مشحونة منذ العام 2002، حيث احتجزت إيران عددا من قيادات القاعدة وعائلاتهم، ما دفع بعضهم الى تنفيذ اضراب عن الطعام ومحاولة الهروب. 

وختم التقرير بالإشارة إلى أن "القضية المركزية في أوراق بن لادن هي ان الولايات المتحدة وحلفاءها قاموا بمبالغات في تقدير التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة كمنظمة مركزية في العقد الذي تبع هجمات 11 سبتمبر/ايلول وان التنظيم كان ضعيفا يتسم بالعجز العملي وعدم القدرة على السيطرة على الجماعات التي تعمل باسمه".

كما اعتبر التقرير أن "من المفارقات، في عامي 2013-2014، تصدر تنظيم داعش المقدمة، كما فشل أيمن الظواهري، خليفة بن لادن، في وضع حد لصعود داعش وعندما أمر الظواهري ابو بكر البغدادي بمغادرة سوريا وحصر أنشطته في العراق، فإن البغدادي وبخه. 

ويخلص الكتاب إلى أنه "يجب منع إحياء القاعدة كأولوية، وان الفروع المترامية الأطراف ما زالت تشكل تهديدا وتحديا كبيرا ومستمرا".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon