تاريخ سدة الهندية يحتفي بالكورد الفيليين

تاريخ سدة الهندية يحتفي بالكورد الفيليين
2015-05-16T23:09:41+00:00

شفق نيوز/ لمدينة سدة الهندية ذاكرة تضج بالمعجبين بجمال بساتينها المستلقية على ضفة الفرات والمناظر الخلابة التي تسرق عيون الناظرين من السائحين والزائرين, واضافة الى بساتين النخيل هناك أشجار الحمضيات المتنوعة والأراضي الخضراء الشاسعة التي تذهب بعيداً بامتداد البصر بمحصول الذرة الصفراء التي تشتهر بزراعته منذ وقت بعيد، ولا ننسى نهر الفرات بحضوره الطاغي على المدينة وبفروعه العديدة.

تحد هذه المدينة الصغيرة سدة كبيرة لتنظيم مستوى المياه بعد ما كانت سدة اخرى تقوم بتلك العملية وكانت سبباً في ولادة ناحية سدة الهندية .

حيث يقول المؤرخون ان منطقة سدة الهندية نشأت على شكل قرية صغيرة بين عامي”1911- 1913“ وبعد نموها أستحدثت بأسم ناحية عام ”1921“ وأستحدثت اسمها هذا ”سدة الهندية“ من السدة المقامة في عام”1881“ وتفيد الروايات ان هذه السدة قد بنيت مرتين ، الاولى الى الجنوب من موقعها الآن ، لكن المشروع فشل فاعيد بناؤه في الموقع الذي هو عليه اليوم ، وذلك بهدف رفع منسوب المياه في الأنهار المتفرعة من نهر الفرات مثل شط الحلة ونهر الحسينية ونهر بني حسن.

وقد سكن هذه الناحية واسهم في بنائها وعمرانها عدد من العوائل الكوردية الفيلية منذ فجر الدولة العراقية الاولى والى يومنا هذا , ويرجع البعض من المطلعين وجود الكورد الفيليين في هذه المدينة الى العهد العثماني.

المواطن ضياء حيدر شاكر خان وهو سليل عائلة شاكر خان العريقة والمؤسسة لمدينة سدة الهندية يقول في حديث لشفق نيوز، "ان الكورد الفيليين هم من المؤسسين لناحية سدة الهندية منذ تاريخ 1913، وكان جدنا الاكبر شاكر خان من الذين ساهموا مساهمة فعالة في عمران وتوسع هذه الناحية وقد تفرعت عن عائلة جدنا شاكر خمسة عوائل وقد عمل شاكر خان في المخازن التابعة لسدة الهندية عام 1933 حيث كانت تسمى في ذلك الوقت بـ (البناكل) حيث كان للانكليز في تلك الفترة دور هام في بناء السدة الثانية".

وعن اهم العوائل والعشائر الفيلية في سدة الهندية وعلاقتهم بالعشائر الاخرى يقول ضياء شاكر خان "كان الكورد الفيليون من عشيرة ماليمان وقد كانت لهم احلاف وعلاقات قوية مع العشائر المتواجدة في تلك المنطقة ومن تلك العشائر التي تحالفت معها هم السادة العبد ومن ابرزهم السيد (ابو بهلول) رحمه الله، وكذلك تحالفوا مع السادة (الشرفة) بقيادة السيد الرزين رحمه الله), وهكذا تناثرت العوائل الفيلية في الناحية واصبح لها بيوتات بارزة عديدة نتيجة التزاوج والتصاهر مع بقية العشائر الموجودة في تلك المنطقة , ومن ابرز الشخصيات والبيوت الفيلية في سدة الهندية , بيت حيدر شكر خان المعلم والتربوي العريق في الناحية , والذي كان اول تربوي فيها وتخرج من المدرسة الريفية عام 1938 وكذلك بيت عبدعلي شكر خان وحطحوط شكر خان وفاضل شكر خان وعمران شكر خان , وشكلت هذه العوائل اللبنة الاساس لتواجد وانتشار الكورد الفيليين في المنطقة , وكان لهذه العوائل دور كبير في المحيط الاجتماعي في الناحية ومارس العديد منهم مهناً وحرفاً عديدة كصيد السمك والبستنة".

اما المواطن الفيلي شاكر عمران فقد تحدث عن الاجيال اللاحقة من الكورد الفيليين في سدة الهندية ويقول في حديث لشفق نيوز "بالرغم من بساطة الحياة في سدة الهندية فأن الكورد الفيليون لعبوا دوراً مهماً في تاريخ هذه المدينة الصغيرة وقد برز منهم من ابدع في مهنة التعليم والادب ومزاولة المهن المختلفة ومع مرور الزمن اختلط الكورد الفيليون مع شرائح المجتمع المحلي وظهرت اجيال جديدة ولكنها ما زالت تحمل الذاكرة الفيلية التي تكتنز بعطاءات الفيليين وانجازاتهم وحبهم لوطنهم عبر التاريخ وانهم مازالوا يحتفظون بتقاليدهم ولغتهم الكوردية الفيلية".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon