"عجول" أستراليا والبرازيل لم تحلّها.. أسعار اللحوم لم تنخفض رغم وعود الحكومة العراقية

"عجول" أستراليا والبرازيل لم تحلّها.. أسعار اللحوم لم تنخفض رغم وعود الحكومة العراقية
2024-03-12T14:38:42+00:00

شفق نيوز/ تواصل أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعها غير المسبوق في العراق، حتى وصل سعر الكيلوغرام الواحد للحم الغنم إلى 22 ألف دينار ما يقارب 15 دولاراً أمريكياً، و18 ألف دينار نحو 12 دولاراً للحم الأبقار، رغم إعلان وزارة الزراعة استيراد 25 ألف عجل في محاولة لخفض الأسعار.

وبدأت اللحوم تغيب عن الموائد الرمضانية للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل لعدم القدرة المالية على شرائها، في وقت تشهد الأسواق المحلية غلاءً ملحوظاً في الأسعار مع حلول الشهر كما هو الحال في كل عام، وسط دعوات بأن تنفذ الحكومة وعودها التي أطلقتها في المدة الأخيرة لمواجهة ارتفاع الأسعار، ومحاسبة المتلاعبين بإجراءات رادعة.

جشع التجار

وفي هذا السياق، تقول المواطنة أم سوسن من بغداد، إن "أسعار اللحوم ما تزال في ارتفاع رغم إعلان وزارة الزراعة دخول شحنات من المواشي من أستراليا والبرازيل وغيرها، وأكدت خفض الأسعار قريباً، لكن حلّ رمضان والأسعار لم تتغير".

وتضيف لوكالة شفق نيوز، أنه "عند التجول في الأسواق الخاصة ببيع اللحوم يلاحظ أن سعر الكيلوغرام الواحد للحم الغنم 22 و23 ألف دينار، وهذا يتنافى مع ما صرّحت به الوزارة بخفض الأسعار، فلم يتم تطبيق تلك الوعود".

وتشير إلى أن "أصحاب الدخل المحدود ليس لديهم القدرة على شراء اللحوم بهكذا أسعار، كما لا يمكنهم اللجوء إلى الدجاج والأسماك فهي الأخرى ارتفعت أسعارها أيضاً، وكذلك ارتفعت أسعار الخضروات والفواكه والمواد الغذائية بسبب جشع التجار".

ودعت أم سوسن الجهات المعنيّة إلى "التدخل واتخاذ إجراءات جدية وحقيقية على أرض الواقع كون المواطن هو المتضرر الوحيد من هذا الغلاء".

حملة اعتقالات

وكانت وزارة الداخلية، أعلنت أمس الاثنين، اعتقال أكثر من 100 متهم متلاعبين بالأسعار في بغداد والمحافظات.

وذكر الناطق باسم الوزارة، العميد مقداد الموسوي في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "المديرية العامة لمكافحة الجريمة المنظمة ألقت القبض على أكثر من 100 متهم من المتلاعبين بالأسعار من تجار الجملة والمفرد والجزارين في بغداد والمحافظات"، مؤكداً، "سنتوسع بالإجراءات خلال الأيام المقبلة".

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر أمني بمحافظة واسط، الخميس الماضي، بأن قوة أمنية نفذت حملات دهم وتفتيش لمحال الجزارة بمركز المحافظة.

وذكر المصدر لوكالة شفق نيوز، أن "قوة أمنية مشتركة نفذت حملات دهم وتفتيش لمتابعة ارتفاع أسعار اللحوم في أسواق مدينة الكوت مركز المحافظة"، لافتاً إلى أن "الحملة أسفرت عن اعتقال 14 جزاراً".

وبين المصدر، أن "قرار القبض بحق الجزارين صدر استناداً المادة 2 من قانون المنافسة ومنع الاحتكار رقم 14 لسنة 2010، حيث تم توقيفهم على ذمة التحقيق".

إجراءات غير مجدية

بدوره، يقول القصاب أبو علي من كربلاء، إن "سعر لحم الغنم، العظم 14 ألف دينار، والشرح 20 ألف دينار"، مبيناً أن "المواشي مرتفعة الأسعار من المصدر وليس بيد القصابين شيء، لذلك نضطر إلى رفع السعر أيضاً لسد الإيجار والتكاليف الأخرى".

ويضيف لوكالة شفق نيوز، "أما العجول التي تم استيرادها فهي يلاحظ عليها في مناطق بيعها أن بدنها ضعيف وتحتاج إلى وقت لتسمينها وذبحها، وحينها قد تنخفض الأسعار، أما محل قصابتنا فلا يتعامل بالمستورد لأن الزبائن لا يتقبلونه ولا يرغبون به".

أسباب ارتفاع الأسعار

بدوره يعزو الخبير الاقتصادي عمر الحلبوسي، في حديث لوكالة شفق نيوز، سبب الارتفاع إلى "استمرار عمليات تهريب الأغنام نحو دول الجوار، فضلاً عن غياب القانون الذي يردع التجار ويوفر سعراً عادلاً للمستهلك، رغم أن التجار يحصلون على الدولار بالسعر الرسمي لغرض الاستيراد، وهو ما كان يجب أن يسهم في تخفيض الأسعار، لكن ما حدث هو العكس، فقد ارتفعت الأسعار بشكل جنوني مع اقتراب شهر رمضان".

"كما أن اللحوم المستورة لا تلاقي إقبالاً بسبب تخوف المواطن العراقي من مصدرها وطريقة حفظها أو نقلها وطريقة ذبحها، وهو ما يجعل اللحوم المستوردة لا تشكل فارقاً بسعر اللحوم في السوق العراقية، كونها لم تحظَ بثقة المواطن العراقي، خصوصاً وأنه تم إدخال لحوم مستوردة منتهية الصلاحية في وقت سابق"، يقول الحلبوسي.

وكانت الحكومة العراقية اتخذت مجموعة إجراءات للحد من غلاء الأسعار، أو الحيلولة دون تعرض المواطنين لنكبة مالية خلال رمضان، حيث اتخذت مجموعة قرارات وصلت لحد إيقاف استيفاء أقساط السلف والقروض خلال رمضان، لكي لا تتأثر رواتب الموظفين الذين يشكلون نسبة كبيرة من العراقيين.

ومن تلك الإجراءات، وجّه وزير الزراعة العراقي، عباس جبر المالكي، قبل حوالي ثلاثة أسابيع، بفتح استيراد الأبقار والأغنام لغرض الذبح والتربية دعماً للمواطنين وللسيطرة على أسعار اللحوم.

عجول البرازيل وأستراليا

وفي هذا السياق، يقول مدير عام دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، وليد محمد رزوقي، عن السبب وراء عدم انخفاض الأسعار، إن "المواشي ما تزال في المراعي ولم تنزل إلى الأسواق، أما المستوردة فإن القصابين لا يذبحونها مباشرة حال وصولها، بل يتركونها ترعى من أسبوع إلى حتى شهرين في سبيل تغير طعم لحمها الذي يختلف عن المحلي وذائقة المستهلك".

ويؤكد رزوقي لوكالة شفق نيوز، أن "العجول التي دخلت 19 ألف عجل، وقبلها كان هناك 6 آلاف عجل، ما يعني 25 ألف عجل، وهناك نحو 40 ألف عجل في الانتظار بدول البرازيل والإكوادور وكولومبيا وأستراليا، أما الأغنام فهي لم تصل إلى البلاد لحد الآن، وحالياً يجري البحث في القارة الأفريقية".

ويوضح، أن "الملف لو كان بيد وزارة الزراعة لتم إغراق السوق بالمواشي، لكن الملف ليس بيدها وإنما بيد التجار المستوردين، أما الوزارة فهي بدورها مستمرة بإجراءات بمنح الإجازات الاستيرادية للمستوردين من مناشئ عالمية".

ويشير رزوقي إلى أن "الاستيراد يتم بالدولار وليس بالعملة العراقية، لذلك تأثر بارتفاع الدولار، كما أن مشكلة الغنم هي في قلّة أعداده بالعراق مع ارتفاع الطلب اليومي عليه، إذ إن الاتجاه المحلي نحو استهلاك اللحوم في الفطور والغداء والعشاء، لذلك الأعداد المحلية لا تسد الحاجة، لذلك تلجأ الوزارة لتغطية النقص بالاستيراد".

مبادرة في كربلاء

مع حلول شهر رمضان، بادر صاحب محل للقصابة في كربلاء إلى خفض أسعار اللحوم بمناسبة شهر رمضان، ويقول أمير صاحب المحل، إنه "في كل شهر رمضان نبادر إلى خفض أسعار اللحوم لإطعام الفقراء لوجه الله، فهي مناسبة كما يحصل من طبخ وتوزيع للطعام  في محرم والأربعين".

ويوضح خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "سعر الكيلوغرام الواحد للحم الغنم 11 ألف دينار، والعجل بـ9 آلاف دينار".

ذوو الدخل المحدود

وكان رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي، توقع الأحد الماضي، أن يكون شهر رمضان لهذا العام "أصعب" الأشهر على ذوي الدخل المحدود بسبب استمرار ارتفاع المواد الغذائية فيه.

وقال الغراوي في بيان، إن "ارتفاعاً ملحوظاً لحق في لحوم الأغنام والسمك والدجاج والرز والسكر والدهن والشاي وحليب الأطفال".

وبيّن أن "أغلب التجار رفعوا هذه الأسعار قبل شهر رمضان دون الالتفات إلى الأوضاع الإنسانية للفقراء وذوي الدخل المحدود".

وطالب الغراوي، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بإطلاق مبادرة "رمضان كريم" لذوي الدخل المحدود والفقراء وتقديم سلة غذائية متكاملة طيلة فترة شهر رمضان، ومطالبة القوات الأمنية بمراقبة الأسعار في السوق المحلية وتقديم كل شخص يقوم برفعها إلى القضاء.

إقليم كوردستان

أما في إقليم كوردستان، فقد أعلنت محافظة أربيل، الخميس الماضي، تشديد الإجراءات الرقابية على الأسواق والمحال التجارية قبيل حلول شهر رمضان.

جاء ذلك خلال اجتماع عقدته الحكومة المحلية في أربيل حول استعداداتها لشهر رمضان وفقا لبيان ورد لوكالة شفق نيوز.

وأكدت المحافظة في البيان على تشديد الإجراءات ومراقبة أسعار المواد والسلع ومنع رفع أسعارها خلال شهر رمضان.

وذكر البيان، أنه "سيتم الاستمرار في تفتيش المخازن والصيدليات وضبط المواد منتهية الصلاحية حفاظاً على سلامة المواطنين".

من جهته، أعلن وزير التجارة والصناعة في حكومة إقليم كوردستان كمال مسلم، الخميس الماضي، عن تقديم مقترح إلى مجلس الوزراء لتخفيض أسعار اللحوم الحمراء.

وقال مسلم، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز "نحن نتابع مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء عن قرب ونحاول جاهدين على تخفيض أسعار اللحوم في الإقليم".

وأضاف "اقترحنا تخفيض الرسوم الكمركية على الواردات الحيوانية من أجل خفض أسعار اللحوم في الأسواق".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon