سيناريوهات عراقية "ثلاثة" للنجاة من الأزمة الحالية أو "حرب أهلية"

سيناريوهات عراقية "ثلاثة" للنجاة من الأزمة الحالية أو "حرب أهلية"
2022-08-06T12:26:11+00:00

شفق نيوز/ اعتبر موقع "ستراتفور" الأمريكي، يوم السبت، ان المنافسة الجارية بين الفصائل الشيعية، تحول دون تشكيل حكومة عراقية جديدة، فيما يثير الشلل السياسي مجازفة بتحوله الى صراع اكثر عنفاً وعمقاً، ما سيقلل من القدرة المحدودة لبغداد، على حل أزماتها الاقتصادية العديدة، والحد من القلاقل الاجتماعية.

واستعرض تقرير "ستراتفور" المقرب من مجمع الاستخبارات الأمريكي، والذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الاحداث الاخيرة في العراق بما فيها اقتحام انصار التيار الصدري مبنى البرلمان، ومطالبتهم بانتخابات جديدة وإصلاحات سياسية، وتنظيم خصومهم في الإطار التنسيقي تظاهرات مضادة، ودعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى حوار وطني بين الطرفين للتخفيف من حدة الأزمة.

واعتبر التقرير؛ أن "المواجهة الحالية تمثل تصعيداً في الصراع على السلطة المستمر منذ شهور لتشكيل حكومة، وهي تسلط الضوء على التحدي الهائل المتمثل في تعديل نظام الكوتا السياسية في العراق".

مخاطر العنف السياسي

وفي حين اعتبر التقرير الامريكي ان الصدر قرر على ما يبدو "تأجيج الخلاف قبل عاشوراء بقليل، مع تصاعد المشاعر بين أتباعه المخلصين، بهدف تعزيز اعدادهم خلال الاعتصام في البرلمان"، خلص إلى أن هناك أربعة طرق الى الامام للخروج من الجمود الحالي، وهي كلها تحمل معها مخاطر العنف السياسي.

واوضح ان حكومة الكاظمي ستحاول اقناع الاطراف المتنافسة بالانضمام إلى الحوار السياسي الذي اقترحه بهدف الحؤول دون وقوع أعمال عنف بما فيها التظاهرات العنيفة او حدوث مواجهات محدودة من جانب الميليشيات، او وفق السيناريو الأكثر تطرفاً، المتمثل باندلاع حرب اهلية.

ثم حدد التقرير السيناريوهات التي رتبها بترتيب تنازلي للاحتمالية، مشيرا الى ان العراق يمكن ان يشهدها:

شلل سياسي طويل بين الخصوم الشيعة

في هذا السيناريو، يتواصل خلاف الصدريين والإطار التنسيقي لأسابيع وربما لشهور، مما يعرقل انتخاب رئيس جديد ويعطل صنع السياسات.

واعتبر التقرير ان هذا الوضع قد يمنح الفرص لبعض الاطراف الاخرى في عملية التفاوض، بما في ذلك القيادتين السنية والكوردية، من أجل اقتراح ائتلافات قد تكون مرضية لكل من الصدريين والإطار التنسيقي.

وتابع قائلا انه من الممكن أن يجري الحوار الوطني ضمن هذا السيناريو، وإنما مع مشاركة الطرفين فقط على مستوى سطحي للغاية، ولهذا فإنه من غير المرجح أن يؤدي هذا السيناريو الى تغيير منهجي.

تدخل خارجي للحد من الأزمة

وذكر التقرير أنه في حال قررت قوة خارجية التدخل، فإن هذا السيناريو قد يحقق إمكانية مشاهدة الحل الأكثر سرعة، مضيفا ان ايران تعتبر اللاعب الأجنبي الرئيسي الذي يتمتع بالنفوذ بالنظر إلى أن اللاعبين الرئيسيين هما كتلتان شيعيتان.

وتابع ان طهران ايضا مستمرة في حوارها المنتظم مع المسؤولين العراقيين، وخصوصا قادة الميليشيات الممولين والمدربين من الحرس الثوري الايراني، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب اهل الحق".

واعتبر التقرير أن بمقدور طهران ارسال مسؤولين ليحاولوا التفاوض مع حلفائها في الإطار التنسيقي، بما قد يساعد في تخفيف حدة المأزق في حال نظر الايرانيون الى الوضع الحالي باعتبار انه يضر بمصالحهم، وأن تقرر التعايش مع نتائج انتخابات تشرين الاول/ اكتوبر 2021 باعتبارها أفضل من المقامرة بانتخابات جديدة يمكن ان تؤدي الى خسارة إيران لنفوذها.

وتابع التقرير ان الولايات المتحدة والحكومات الغربية الاخرى تتمتع بنفوذ كبير في بغداد بفضل دعمها الاقتصادي والامني للسلطات الاتحادية، مضيفا أن هذه الروابط تكمن بشكل أساسي مع أطراف سنية ومسيحية، أكثر من ارتباطها مع قادة وطنيين مثل الصدر الذي يرفض النفوذ الغربي او القيادات ذات الميول الايرانية كنوري المالكي، وهو ما يعني ان واشنطن تفتقر الى الكثير من الامكانية ليكون لها تأثير في الصدام الحالي.

اتفاق لتنظيم انتخابات جديدة

وذكر التقرير ان مثل هذا السيناريو قد يؤدي الى تخبط في اعداد نواب التيار الصدري مقابل نواب الإطار التنسيقي في البرلمان، فيما يطالب الصدريون بانتخابات جديدة على أمل أن يحصلوا على الأغلبية العظمى اللازمة لاختيار رئيس جديد من دون الحاجة الى تشكيل تحالف.

وأضاف التقرير؛ ان برغم ذلك أن نتيجة الانتخابات غير مؤكدة بالطبع، وانه بكل الاحوال يتحتم على البرلمان بداية الأمر الموافقة على إجراء هذه الانتخابات الجديدة.

حرب أهلية جديدة

واعتبر التقرير الامريكي ان هذا السيناريو الأسوأ يظل الاقل احتمالا في الوقت الحالي، مضيفا أن مثل هذا الصراع قد يتمثل باندلاع قتال شيعي - شيعي حيث ان لبعض الاحزاب الشيعية ميليشيات مسلحة واتباع مستعدين للنزول الى الشارع، وهو ما قد يثير عنفاً كبيراً بينهم.

الا ان التقرير اكد على ان الصدريين والاطار التنسيقي يبدون حتى الان غير مهتمين بإشعال مثل هذا الصراع العنيف وذلك لخشيتهم من إثارة غضب الرأي العام والنخبة، ما سيتسبب بالتالي بتقليص نفوذهم السياسي.

وخلص التقرير الى القول انه بغض النظر عن السيناريو الذي سيتحقق، فإن المشاكل الاقتصادية الهيكلية العميقة في العراق ستظل قائمة، تاركة العوامل التي تحرك الاضطرابات، مكانها، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط التي تفيد الاقتصاد العراقي.

وتابع قائلا إنه في ظل عدم وجود حكومة دائمة لتطبيق السياسات، فإنه لن يكون بمقدور البلد أن يعالج بشكل فعال المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها العراقيون في مختلف طبقاتهم الاجتماعية، بالإضافة الى الشح المزمن في المياه والكهرباء، مضيفا ان ذلك سيؤدي الى بقاء مخاطر الاضطرابات الاجتماعية مرتفعة بغض النظر عن كيفية تطور التوترات الحالية بين صفوف الشيعة.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon